• جلد بوزي

التطور من الجلد الصناعي إلى الجلد النباتي

شهدت صناعة الجلود الصناعية تحولاً جذرياً من الجلود الصناعية التقليدية إلى الجلود النباتية، مع تنامي الوعي بحماية البيئة ورغبة المستهلكين في المنتجات المستدامة. ولا يعكس هذا التطور التقدم التكنولوجي فحسب، بل يعكس أيضاً تزايد اهتمام المجتمع بحماية البيئة ورعاية الحيوان.

في بداية القرن العشرين، كان الجلد الصناعي يعتمد بشكل أساسي على كلوريد البولي فينيل (PVC) والبولي يوريثان (PU). ورغم أن هذه المواد الاصطناعية رخيصة الثمن وسهلة الإنتاج بكميات كبيرة، إلا أنها تحتوي على مواد ضارة وغير قابلة للتحلل الحيوي، مما يشكل خطرًا محتملًا على البيئة وصحة الإنسان. ومع مرور الوقت، بدأ الناس يدركون محدودية هذه المواد، وبدأوا في البحث عن بدائل أكثر مراعاةً للبيئة.

أصبح الجلد الحيوي، باعتباره مادة جديدة، بفضل خصائصه المتجددة وقابليته للتحلل الحيوي وانخفاض التلوث، الخيار المفضل في هذه الصناعة. فمن خلال التخمير واستخلاص الألياف النباتية، بالإضافة إلى تقنيات مبتكرة أخرى، مثل استخدام الفطر وأوراق الأناناس وقشر التفاح ومواد طبيعية أخرى، طوّر الباحثون جلدًا نباتيًا بملمس مشابه للجلد. ولا يقتصر الأمر على أن هذه المواد مستمدة من مصادر مستدامة، بل إن عملية الإنتاج تقلل الاعتماد على الوقود الأحفوري، وتُخفّض بشكل كبير من البصمة الكربونية.

تُسهم الابتكارات التكنولوجية أيضًا في تحسين جودة الجلود النباتية العضوية. تتيح التكنولوجيا الحيوية الحديثة، مثل تعديل الجينات، تعديل خصائص المواد الخام حسب الطلب، بينما زاد استخدام تكنولوجيا النانو من متانة المواد وتعدد استخداماتها. واليوم، لا يقتصر استخدام الجلود النباتية العضوية على الملابس والأحذية فحسب، بل امتد ليشمل أيضًا دواخل المنازل والسيارات، مما يُظهر إمكانات سوقية واعدة.

وزارة الزراعة الأمريكية人造革

يُعدّ التحوّل من الجلود الاصطناعية إلى الجلود النباتية نتيجةً مباشرة لاستجابة صناعة الجلود الصناعية لتحديات حماية البيئة والاستدامة. ورغم أن الجلود النباتية لا تزال تواجه تحدياتٍ من حيث التكلفة والانتشار، إلا أن خصائصها الصديقة للبيئة وابتكاراتها التكنولوجية مهدت الطريق لهذه الصناعة، مُبشّرةً بمستقبلٍ أكثر استدامةً واخضرارًا. ومع التقدم التكنولوجي المستمر والتوسع التدريجي للسوق، من المتوقع أن تحل الجلود النباتية محلّ المواد الاصطناعية التقليدية تدريجيًا، وأن تصبح الخيار السائد للجيل الجديد.


وقت النشر: ٢٨ أكتوبر ٢٠٢٤